يحرص العقلاء من أولياء الأمور على تحقيق السعادة الأسرية، ولعل من أبرز الأسباب التي تجلب لهم سعادةً داخل بيوتهم أن يحرصوا على تطهير البيت من المنكرات لأن البيت الذي تكثر فيه المنكرات يمتلئ بأسباب سخط الله تعالى، وإذا سخط الله أنزل بأسه وعقابه.
ولعل من العقوبات على بعض الأسر كثرة المشاكل التي لا تحظى بأسباب معقولة وما علم أفراد تلك الأسرة أن الذنوب والآثام لها عقوبات.
يقول ربنا تبارك وتعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى:30]، ويقول عز وجل: {قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} [آل عمران:165].
فيا ترى هل وقف الزوج مع نفسه وتساءل: إلى متى وأنا في هذه المشاكل والهموم التي تزداد يوماً بعد يوم؟.
أما آن لهذه المصائب أن تزول عن أسرتي؟ متى يا ترى أشعر بالإستقرار والهدوء النفسي والأسري؟.
وهذا السؤال قد يخرج من قلب تلك الزوجة التي تعاني من هجران زوجها أو إبتعاده عنها أو الجفاف العاطفي منه.
إنني أتساءل: لعل الذنوب التي يمارسونها بإدخال المنكرات وأبواب الفساد هي سبب هذا الجحيم ولكنهم لايشعرون.
ولعل من أبرز المنكرات التي تعج بها بعض البيوت:
** القنوات الفاسدة التي امتلأت بالصور المحرمة والمناظر القادحة في الحياء والفطرة السليمة، ومن ناحية أخرى فإن القنوات الفاسدة لها آثار حقيقية على الزوج والزوجة.
تقول الدراسات: إن الزوج الذي يدمن النظر على المسلسلات والأفلام سيرى بلا شك صور نساء أجمل من زوجته، وعندما يقارن بين ما يرى وبين ما يظهر من زوجته قد يرى أن زوجته ليست في ذلك الجمال الكبير، وحينها يبدأ في إنتقاص جمالها بطريقة أو بأخرى، وقد يصرح بجمال الممثلات، وحينها تغضب الزوجة ويحصل الخلاف ولعل نهايته الفراق، والسبب هذه القنوات.
ومن منكرات البيوت** الغناء والموسيقى وإذا كانت الموسيقى والألحان قد امتلأت في ذلك البيت فأي حال سيكون في ذلك البيت الذي سكنته المعازف والألحان والشياطين؟.
وحتى يكون الكلام معتدلاً فإن الزوج قد يكون صاحب طاعة ولكن زوجته ترتكب بعض الكبائر التي أنزلت بالبيت السخط الرباني، وقد يكون العكس حيث تكون الزوجة صاحبة عبادة وإستقامة ولكن زوجها يمارس إنحرافاً كبيراً فبسببه كانت العقوبات الربانية على أسرته، فالواجب على الجميع تحقيق التقوى والبعد عن المنكرات حتى يتحقق النجاح الأسري.
وربنا عز وجل وعدنا {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [الطلاق:4] والأسرة عندما تجتمع على تحقيق التقوى فإن الله تعالى سيجعل لها فلاحاً ونجاحاً ويسراً في حياتها.
ومن جهة أخرى: إن كان أحد الزوجين يمارس ألواناً من المنكرات فلابد من السعي لإصلاحه والتأثير فيه بالكلمة الطيبة والحكمة وتنويع الوسائل والطرق في نصيحته والأخذ به إلى أبواب النجاة والصلاح، وليس الفراق والطلاق هو الدواء دائماً، بل هو آخر الحلول.
المصدر: موقع الشيخ سلطان العمري.